المبتعثين و ابتكاراتهم
كيف ساهم الابتعاث في إخراج مفكرين ومخترعين:
برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي أُطلق قبل تسعة أعوام، أي منذ عام 1426هـ، آفاقاً جديدة للمبتعثين، إذ ابتعث البرنامج منذ انطلاقته مجموعة من الطلاب والطالبات إلى الولايات المتحدة الأميركية، ثم توسعت دائرة الابتعاث لتشمل دول متقدمة أخرى، في تخصصات متنوعة تلبي حاجة سوق العمل في السعودية.
وأوضحت الإحصاءات الرسمية أنه ابتُعث طلاب في التخصصات العلمية والنظرية، في جميع المستويات، ابتداءً من الدبلومات، مروراً بالبكالوريوس والماجستير، وانتهاءً بالدكتوراه، والزمالة الطبية، وموزعين على نحو 26 دولة، إذ وصل عدد المبتعثين حالياً نحو 150 ألف طالب وطالبة، يدرس نحو 75 ألفاً منهم في الولايات المتحدة الأميركية، تليها بريطانيا، كندا، أستراليا، ودول أخرى، في حين يدرس تخصصات الطب والهندسة والحاسب الآلي أكثر من ثلثهم ، يضاف إليهم المرافقون لذويهم الذين يستفيدون من الفرصة بإكمال تعليمهم.
وجاءت فكرة البرنامج من أجل إعداد أجيال من الخريجين في تخصصات تحتاج إليها سوق العمل السعودية، ليسهموا بفعالية في دفع عجلة التنمية الوطنية إلى ما هو أفضل، وضمان استمرارية السير نحو أفق أعلى، وتقدُّم أرقى ضمن دول العالم، إذ صبت فكرة هذا البرنامج في مصلحة المبتعثين قبل أن تكون فيها منفعة للوطن، فهو بمنزلة الفرصة السانحة، لتحقيق طموحاتهم كافة.
وظهر نموذج مشرف من الشباب السعودي ذو الفطنة والقدرة العقلية والنبوغ فظهر الكثير من المخترعين والعلماء الذين ساهموا بشكل أو بآخر في التقدم الذي نصل إليه الآن ، وهناك أيضا مخترعين ناشئين مازال أمامهم الكثير ليقدموه لأوطانهم وللعالم لتستفيد الأمة من اختراعاتهم ، ولكن هؤلاء المخترعين الصغار لم يسلط عليهم الضوء كما يجب خصوصا في بلادنا العربية ، والكثير من هؤلاء المخترعين قدم لنا اختراعات مفيدة تستحق التعرف إليها والتعرف إلى مخترعها ، وتقديرا منا لإنجازات هؤلاء العلماء الصغار ، فقد وضعنا قائمة بأسماء أفضل وأهم المخترعين الصغار العرب الذين يستحقون أن نلقي ولو نظرة عن إبداعاتهم التي ستسهم في وصولهم إلى العالمية ويكون لهم مستقبلا باهرا مليئا بالإنجازات والنجاحات .
مبتعث سعودي يستخدم تقنية النانو ويحصد جائزة في علوم الطب:
لتشويش العدو الاول للإشارة ، من هذه المنطلق بدأ جاسم المطيري المبتعث السعودي بجامعة بريدجبورت الأمريكية وطالب الدكتوراه في علوم وهندسة الحاسب الآلي في فضاء الإشارات والتشويش ليحصد بحثه القيم في تقنية الإشارة والتشويش الطبي اهتماما كبيرا من قبل الباحثين في مؤتمر عالمي مختص بمعالجة الإشارات في الطب و علم الأحياء في مدينة نيويورك.
يقول جاسم المطيري أن الإشارة لها مجالات كثيرة ومن ضمنها أجهزة العلوم الطبية التي هي من اهتماماتي والتي تعتمد اعتماد كبير على الإشارة ، مبيناُ ان ما يجعل هذا المجال مهما للدراسة ان نتائج الفحوصات الطبية تعتمد أيضا هذه الإشارة ومدى تقنيتها ودقتها.
البحث المقدم تم قبوله واختياره كمنشورة بحثية في واحد من اهم المؤتمرات العالمية وصنف المسؤولين في هذا المؤتمر المطيري كأول طالب سعودي يشارك في هذأ المؤتمر وجاءت مشاركته قيمة وفاعلة بتقنية توفر الوقت, والسرعة مطلوبة في اخذ النتائج باشتراط الدقة والكفاءة العالية ، كما شجع المؤتمر على اكمال هذا المشروع.
ويضيف المطيري قائلاً أن الرؤية المستقبلية تحمل مشروع آخر يخدم المجال المحبب له وهو التعليم الالكتروني والتعلم عن بعد واستخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال. كما ان لديه بحث لحل مشكلة تصنف من اكبر مشاكل الجامعات السعودية سيكون الحل الذي يعمل عليه هو تقني وتربوي.
يذكر ان المبتعث جاسم المطيري من أبناء منطقة تبوك وحصل على بكالوريوس علوم الحاسب الآلي من جامعة تبوك، ثم حصل على درجة الماجستير في التقنيات من جامعة اليرموك الأردنية وحاليًا طالب لدرجة الدكتوراه في علوم وهندسة الحاسب الآلي في جامعة بردجبورت الأمريكية.
حياة سندي:
دكتورة حياة بنت سليمان سندي هي عالمة سعودية في مجال التكنلوجيا الحيوية، الدكتورة حياة سندي هي مؤسس ورئيس معهد التخيل و البراعة i2) ( بالمملكة العربية السعودية، وهي مؤسسة غير ربحية تسعى إلى خلق منظومة للإبداع الاجتماعي وريادة الأعمال من أجل العلماء والتقنيين والمهندسين في الشرق الأوسط وخارجه. وهي واحدة من أوائل العضوات في مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية.
غادرت الدكتورة سندي، وهي من مواليد مكة المكرمة، من المملكة العربية السعودية في سن المراهقة متحدية كل الصعاب في سبيل أن تصبح أول امرأة خليجية تحصل على شهادة الدكتوراه في مجال التكنولوجيا الحيوية، وذلك عقب دراستها في كل من كلية لندن الملكية، كامبريدج، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وهارفرد.
وهي معروفة بمساهماتها الرئيسية في اختبارات الرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية، وتم تصنيفها من قبل مجلة "أريبيان بزنس" في المركز التاسع عشر ضمن قائمة الشخصيات العربية الأكثر تأثيراً في العالم العربي وفي المركز التاسع ضمن قائمة السيدات العربيات الأكثر تأثيراً.
الدكتوراه والتقنية الحيوية:-
كان انجازها الأول نقلة باعتباره وجهها للتخصص في التقنية الحيوية والذي يدّرس كدراسات عليا والذي يتسق أيضاً مع حب علم الأدوية، تقدمت إلى جامعة كامبردج Cambridge ومنحت منحة لإتمام رسالة الدكتوراه وقد استقبلها الدكتور المشرف على الرسالة بعبارته: "فاشلة.. فاشلة.. فاشلة" لأنها تلتزم بالحجاب ولا تفصل العلم عن الدين، لكنها واصلت وتميزت حتى تحولت النظرة السلبية بعد أشهر قليلة إلى احترام يتدفق إليها من المشرف ومن كل من تعامل معها؛ حتى وصل احترامهم إلى احترام لوقت صيامها في رمضان حيث يمتنعون عن الطعام أمامها تقديراً لشخصها وعلمها. عملت في الأشهر الأربعة الأولى من انتسابها على ابتكار جهاز لقياس تأثير نوع من المبيدات الحشرية على الدماغ، تقدمت ببحثها المتعلق بذلك إلى مؤتمر (جوردن) للبحوث في بوسطن Boston.وتم قبول بحثها ومثّلت جامعة كامبردج Cambridge في هذا المؤتمر. بعد خمس سنوات من التحضير لرسالة الدكتوراه، وبعد وصولها إلى نهاية إتمام رسالة الدكتوراه، وقبل 9 أشهر فقط من انتهاء المنحة، كانت الصدمة الكبرى حيث وجه لها عميد الجامعة خطاباً غير مبرر يطلب منها تغيير البحث والبدء في رسالة جديدة!! سابقت الزمن وبدأت رسالتها الجديدة لتبلغها الجامعة فجأة بانتهاء المنحة، حيث قام الأمير – في وقتها- : عبدالله بن عبد العزيز بتكفل تكاليف الفترة المتبقية من دراستها.